قبيلة دوس، وكذلك أمه، وقد
دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه بالهداية، فهداها الله، وكذلك دعا لقبيلة دوس
بالهداية، فهداهم الله، وجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه. فالدعاء
للكفار بالهداية أمر مطلوب، وكذلك الدعاء لهم بالرزق، ورفع العذاب عنهم وتأجيله،
هذا لا بأس به، أما الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة فلا يجوز.
قوله: «وَكَمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ
أَنَّهُ اسْتَسْقَى لِبَعْضِ المُشْرِكِينَ لَمَّا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ
يَسْتَسْقِي لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ» لما اشتد أذى المشركين بالنبي صلى
الله عليه وسلم، دعا عليهم فقال: «اللَّهُمَّ
اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»
([1]). فاستجاب الله له،
فمنع عنهم القطر، وأمحلت أرضهم، وهلكت أموالهم، فجاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم يستعطفونه، ويطلبون منه أن يدعو الله لهم بالمطر والاستسقاء، فأجابهم الرسول
صلى الله عليه وسلم، ودعا لهم بالسقيا والمطر.
قوله: «وَكَانَ ذَلِكَ إِحْسَانًا
مِنْهُ إِلَيْهِمْ يَتَأَلَّفُ بِهِ قُلُوبَهُمْ كَمَا كَانَ يَتَأَلَّفُهُمْ
بِغَيْرِ ذَلِكَ» هذه هي الحكمة أنه دعا لهم لا محبةً لهم، وإنما من باب بذل
المعروف، وترغيبهم في الإسلام.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يتألف الكفار بالعطاء، والأموال، ويرغبهم في الإسلام، فتألف الكفار أمر مطلوب، بل إن المؤلفة قلوبهم لهم نصيب في الزكاة؛ لأن هذا من أنواع الدعوة إلى الله عز وجل، فمن أنواع الدعوة: الإحسان إليهم؛ لأن الإحسان يؤثر فيهم، أما أن تقابل الكافر بالغلظة، الشدة، والقسوة، وتطلب منه أنه يدخل في الإسلام، هذا مما ينفره عن الإسلام، لكن تقابله بالكلام بالحكمة، والموعظة، والجدال بالتي هي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1006).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد