وَمِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ
أَنَّهُ مَلَكٌ وَالْمَلَكُ يَتَمَيَّزُ عَنْ الْجِنِّيِّ بِأُمُورِ كَثِيرَةٍ
وَالْجِنُّ فِيهِمْ الْكُفَّارُ وَالْفُسَّاقُ وَالْجُهَّالُ وَفِيهِمْ
الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّبِعُونَ لِمُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا
فَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّ هَؤُلاَءِ جِنٌّ وَشَيَاطِينُ يعتقدهم
مَلاَئِكَةً.
وَكَذَلِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ الْكَوَاكِبَ وَغَيْرَهَا مِنْ الأَْوْثَانِ تَتَنَزَّلُ
عَلَى أَحَدِهِمْ رُوحٌ يَقُولُ: هِيَ رُوحَانِيَّةُ الْكَوَاكِبِ وَيَظُنُّ
بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الْجِنِّ
وَالشَّيَاطِينِ يُغْوُونَ الْمُشْرِكِينَ.
وَالشَّيَاطِينُ
يُوَالُونَ مَنْ يَفْعَلُ مَا يُحِبُّونَهُ مِنْ الشِّرْكِ وَالْفُسُوقِ
وَالْعِصْيَانِ. فَتَارَةً يُخْبِرُونَهُ بِبَعْضِ الأُْمُورِ الْغَائِبَةِ
لِيُكَاشِفَ بِهَا. وَتَارَةً يُؤْذُونَ مَنْ يُرِيدُ أَذَاهُ بِقَتْلِ
وَتَمْرِيضٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَتَارَةً يَجْلِبُونَ لَهُ مَنْ يُرِيدُهُ مِنْ
الإِْنْسِ. وَتَارَةً يَسْرِقُونَ لَهُ مَا يَسْرِقُونَهُ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ
مِنْ نَقْدٍ وَطَعَامٍ وَثِيَابٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ مِنْ كَرَامَاتِ
الأَْوْلِيَاءِ وَإِنَّمَا يَكُونُ مَسْرُوقًا. وَتَارَةً يَحْمِلُونَهُ فِي
الْهَوَاءِ فَيَذْهَبُونَ بِهِ إلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ. فَمِنْهُمْ مَنْ يَذْهَبُونَ
بِهِ إلَى مَكَّةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَيَعُودُونَ بِهِ فَيَعْتَقِدُ هَذَا
كَرَامَةً مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَحُجَّ حَجَّ الْمُسْلِمِينَ: لاَ أَحْرَمَ وَلاَ
لَبَّى وَلاَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلاَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَمَعْلُومٌ
أَنَّ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الضَّلاَلِ.
**********
الشرح
قوله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ
مَلَكٌ». الملك من عباد الله الصالحين، ولا يمكن أن يعمل هذه المخاريق
الفاجرة، إنما هذا من أعمال الشياطين، والملائكة لا تعمل أعمال الشياطين.
قوله: «وَالْمَلَكُ يَتَمَيَّزُ عَنْ
الْجِنِّيِّ بِأُمُورِ كَثِيرَةٍ». هذا رد عليهم بأن الملك يتميز عن الجني،
فلا يُشتبه الملك بالجني أبدًا.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد