×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 قوله: «وَالْجِنُّ فِيهِمْ الْكُفَّارُ وَالْفُسَّاقُ وَالْجُهَّالُ». الملائكة كلهم صالحون، أما الجن ففيهم الصالحون المسلمون، وفيهم الكفار، وفيهم العصاة، قال تعالى مخبرًا عن الجن: ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ [الجن: 11]، ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ [الجن: 14]، فالجن مثل الإنس فيهم الكفار المشركون، وفيهم المؤمنون، وفيهم العصاة والفساق.

قوله: «فَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّ هَؤُلاَءِ جِنٌّ وَشَيَاطِينُ يعتقدهم مَلاَئِكَةً». هذا نتيجة الجهل أنهم لا يفرقون بين الملائكة والشياطين، فيعتقدون أن هؤلاء الشياطين ملائكة، ويعتبرون أن هذا من إكرام الله لهم، وأن الملائكة تخدمهم، وما أشبه ذلك.

قوله: «وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْكَوَاكِبَ وَغَيْرَهَا مِنْ الأَْوْثَانِ تَتَنَزَّلُ عَلَى أَحَدِهِمْ رُوحٌ يَقُولُ: هِيَ رُوحَانِيَّةُ الْكَوَاكِبِ». الذين عبدوا الكواكب في عهد النمرود، والذين بُعث إليهم إبراهيم عليه السلام كان الشيطان يأتيهم بصورة، ويدَّعي أنه روحانية الكوكب الذي يعبدونه، ويدعونه، وأن روحه وروحانيته جاءت إليهم، وهذا من الكذب، فالتماثيل والكواكب جوامد ليس لها تصرف في الكون، وهذه الكواكب مخلوقات من مخلوقات الله سخرها تجري في أفلاكها، فليس لها شخصيات وتصرف في الكون؛ وكذلك التماثيل هم الذين صنعوها، فينحتون الحجر أو الطين ويجعلونه على صورة إنسان يعبدونه من دون الله، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ ٩٥وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ ٩٦ [الصافات: 95، 96]، هكذا قال إبراهيم عليه السلام لهم.


الشرح