قوله: «وَالشَّيَاطِينُ يُوَالُونَ
مَنْ يَفْعَلُ مَا يُحِبُّونَهُ مِنْ الشِّرْكِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ».
الشياطين يخدمون من يطيعهم من الإنس ويعصي الله سبحانه وتعالى، فمن أشرك بالله
خدموه، ومن وحد الله ابتعدوا عنه، هذا شيء معروف، ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ
جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ
أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ
وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ﴾ [الأنعام: 128].
فالجني استمتع بخضوع الإنسي له، وتعظيمه له، والإنسي انتفع من الجني بأن الجني
خدمه، وأحضر له حوائجه، وهذا كفر بالله عز وجل، ولا يجوز الاستعانة بالجن. وهناك
من يقول: إن فيهم مسلمين، ونحن نستعين بالمسلمين.
أولاً: ما يدريك أنهم مسلمون؟
ثانيًا: هؤلاء غائبون، ولا يجوز الاستعانة بالغائب، وهذه الآية قاضية في الموضوع ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ
جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ
أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ
وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ﴾، ثم قال: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ
ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأنعام: 128،
129]، فالله يولي الشياطين على الإنس الذين كفروا بالله وأشركوا به، فيخدمونه،
ويحضرون له حوائجه، ويطيرون به في الهواء، وقد يذهبون إلى مكة في أسرع وقت،
ويردونه لمكانه؛ يخدمونه لأجل أنه كفر بالله عز وجل.
قوله: «فَتَارَةً يُخْبِرُونَهُ
بِبَعْضِ الأُْمُورِ الْغَائِبَةِ لِيُكَاشِفَ بِهَا». يأتون له بالأخبار؛
لأنهم يطلعون على أشياء لا يطلع عليها الإنس، فيطيرون في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد