الهواء، ويحضرون في
الأمكنة، ويسمعون الأخبار، وما يجري، ويخبرون عميلهم من الإنس، فيظن أن هذا من
الكرامات، وأن الله أطلعه على هذا، وهو من الشياطين، والشياطين يفعلون معه ذلك
لأجل أن يخبر بها الناس، فيغتروا به، ويقولوا: هذا من الأولياء.
قوله: «وَتَارَةً يُؤْذُونَ مَنْ
يُرِيدُ أَذَاهُ». الجن تدافع عن عميلهم من الإنس، فيظن أن هذا من كراماته على
الله عز وجل، والفارق بين ما كان من الله وما كان من الشيطان: حال الإنسان، إذا
كان الإنسان صالحًا تقيًّا مستقيمًا، فهذا إعانة من الله جل وعلا، أما إذا كان
كافرًا مشركًا شقيًّا، فهذا من الشيطان.
قوله: «بِقَتْلِ وَتَمْرِيضٍ وَنَحْوِ
ذَلِكَ». تارة يرسلهم الإنسي إلى أعدائه، فيقتلون عدوه، أو يمرضونه، أو يؤثرون
عليه، وهذا استخدام للجن. وهناك من يقول: نحن لا نستخدم إلا الصالحين من الجن،
وهذا من التعاون. وما هذا إلا كذب كما ذكرنا، ما الذي أدراك أن هذا من الصالحين؟
هل تعرفه وتعرف من أين هو؟ ثانيًا: هو غائب، ولا يجوز الاستعانة بالغائب.
قوله: «وَتَارَةً يَجْلِبُونَ لَهُ مَنْ
يُرِيدُهُ مِنْ الإِْنْسِ». إذا عشق امرأة، أو أراد شيئًا من الإنس، حملوا ذلك
الشيء وأتوا به إليه، أو ساقوه إليه من غير اختياره؛ لأن عندهم مقدرة ليست عند
الإنس.
قوله: «وَتَارَةً يَسْرِقُونَ لَهُ مَا
يَسْرِقُونَهُ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ مِنْ نَقْدٍ وَطَعَامٍ وَثِيَابٍ وَغَيْرِ
ذَلِكَ فَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ مِنْ كَرَامَاتِ الأَْوْلِيَاءِ». يحضرون له
الفواكه والدراهم، ويظن أن هذا من كرامات الله، وهم سارقون من أموال الناس، يدخلون
محلات الناس؛ لأن الشياطين تخترق الأشياء، وتدخل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد