فَمَنْ عَمِلَ خَيْرًا مَعَ
الْمَخْلُوقِينَ سَوَاءٌ كَانَ الْمَخْلُوقُ نَبِيًّا أَوْ رَجُلاً صَالِحًا أَوْ
مَلِكًا مِنْ الْمُلُوكِ أَوْ غَنِيًّا مِنْ الأَْغْنِيَاءِ فَهَذَا الْعَامِلُ
لِلْخَيْرِ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ خَالِصًا لِلَّهِ يَبْتَغِي بِهِ
وَجْهَ اللَّهِ لاَ يَطْلُبُ بِهِ مِنْ الْمَخْلُوقِ جَزَاءً وَلاَ دُعَاءً وَلاَ
غَيْرَهُ لاَ مِنْ نَبِيٍّ وَلاَ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلاَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ
فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ. وَهَذَا هُوَ دِينُ الإِْسْلاَمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ
الأَْوَّلِينَ والآخرين مِنْ الرُّسُلِ فَلاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ دِينًا
غَيْرَهُ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن
يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
وَكَانَ
نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَالْمَسِيحُ وَسَائِرُ أَتْبَاعِ الأَْنْبِيَاءِ
عَلَى الإِْسْلاَمِ قَالَ نُوحٌ: ﴿وَأُمِرۡتُ
أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 72].
وَقَالَ
عَنْ إبْرَاهِيمَ: ﴿وَمَن يَرۡغَبُ عَن
مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي
ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٣٠إِذۡ قَالَ لَهُۥ
رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٣١وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ
بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٣٢﴾ [البقرة: 130-
132]، ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ
يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم
مُّسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 84]، وَقَالَتْ السَّحَرَةُ: ﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ
عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ﴾ [الأعراف: 126]،
وَقَالَ يُوسُفُ: ﴿تَوَفَّنِي
مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [يوسف: 101]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ
أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ﴾ [المائدة: 44]، وَقَالَ عَنْ الْحَوَارِيِّينَ: ﴿وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّۧنَ
أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا
مُسۡلِمُونَ﴾ [المائدة: 111].
**********
الشرح
قوله: «لاَ يَطْلُبُ بِهِ مِنْ
الْمَخْلُوقِ جَزَاءً وَلاَ دُعَاءً وَلاَ غَيْرَهُ».
الصفحة 1 / 690