وَمَعْلُومٌ أَنَّ
الْمَلاَئِكَةَ تَدْعُوا لِلْمُؤْمِنِينَ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ
ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ
وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ
وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ
ٱلۡجَحِيمِ ٧رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ
مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ
٨وَقِهِمُ ٱلسَّئَِّاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّئَِّاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ
وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٩﴾ [غافر: 7- 9].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ
يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ
وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
٥وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ
أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ٦﴾ [الشورى: 5- 6].
فَالْمَلاَئِكَةُ
يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُمْ أَحَدٌ.
وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ غَيْرَهُ مِنْ
الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ يَدْعُو وَيَشْفَعُ لِلأَْخْيَارِ مِنْ أُمَّتِهِ
هُوَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ هُمْ يَفْعَلُونَ مَا أَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ فِيهِ
بِدُونِ سُؤَالِ أَحَدٍ.
**********
الشرح
قوله: «وَمَعْلُومٌ أَنَّ
الْمَلاَئِكَةَ تَدْعُوا لِلْمُؤْمِنِينَ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ». الملائكة
يدعون للمسلمين، ويستغفرون لهم ولو لم يُطلب منهم ذلك. هذا شأنهم ﴿رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ
شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ
سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ﴾ قوله: «كَمَا قَالَ
تَعَالَى:. لأن الملائكة أقسام، وكل قسم له عمل، ومنهم الذين يحملون عرش الرحمن
سبحانه وتعالى. وقوله: ﴿وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ﴾ أي: حول العرش، هذا
صنف من الملائكة، وهناك أصناف أخرى، وكل صنف له عمل موكول إليه.
الصفحة 1 / 690