وقوله تعالى ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ﴾ هؤلاء شأنهم التسبيح ﴿وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ من المسلمين؛ خوفًا عليهم،
وهذا من نصحهم لنبي آدم وشفقتهم عليهم، فهم يعلمون هذا، ولا يُحتاج إلى أنه يُطلب
منهم.
وقوله تعالى ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ﴾ أي: غير الله ﴿أَوۡلِيَآءَ﴾ يعبدونهم من دون الله ﴿ٱللَّهُ
حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ﴾
الله ليس غافلاً عنهم، بل يرى فعلهم، ويطلع عليهم، ويعاقبهم ويحاسبهم على ذلك، ﴿وَمَآ
أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ﴾، النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله، ولا يملك هداية القلوب
وإدخال الناس في الإيمان، قال تعالى: ﴿أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ
مُؤۡمِنِينَ﴾
[يونس: 99]، هذا بيد الله سبحانه وتعالى ﴿إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾ [الشورى: 48]، فالرسول إنما
هو مبلغ، وأما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى، ﴿فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ﴾ [الرعد: 40].
قوله: «فَالْمَلاَئِكَةُ
يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُمْ أَحَدٌ». لا حاجة إلى أنك
تطلب من الملائكة أن يدعوا لك؛ لأن هذا شأنهم أن يدعوا للمؤمنين، فإن كنت من
المؤمنين حقًّا فهم يدعون لك؛ لأن هذا شأنهم أن يدعوا للمؤمنين، فإن كنت من
المؤمنين حقًّا فهم يدعون لك، وإن كنت من غير المؤمنين - والعياذ بالله - فلا
ينفعك شيء.
قوله: «وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم...». كذلك الشفاعة، الله جل وعلا له ملك
الشفاعة، ويعطيها من يشاء، ويأذن بها لمن يشاء من الأنبياء وغيرهم، فالملائكة
يشفعون، والأنبياء يشفعون، والصالحون يشفعون، والأفراط الذين ماتوا صغارًا يشفعون
عند الله سبحانه وتعالى ولكن كل هذا لا بد أن يكون بشرطين:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد