×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَهَذَا التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَعْدَ مَوْتِهِ، فِي مَشْهَدِهِ وَمَغِيبِهِ، لاَ يُسْقِطُ التَّوَسُّلَ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ فِي حَالٍ مِنْ الأَْحْوَالِ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ، وَلاَ بِعُذْرِ مِنْ الأَْعْذَارِ. وَلاَ طَرِيقَ إلَى كَرَامَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، وَالنَّجَاةِ مِنْ هَوَانِهِ وَعَذَابِهِ إلاَّ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ.

**********

الشرح

قوله: «وَهَذَا التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَعْدَ مَوْتِهِ» هذه هي الوسيلة الموصلة إلى الله، وهي طاعة الله جل وعلا، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته، فلا وسيلة إلى الله إلا بطاعته، وطاعة رسوله إلى أن تقوم الساعة، أما من زعم أن هناك وسيلة توصل إلى الله بغير ذلك، فإنه كاذب، ومخادع لنفسه ولغيره.

قوله: «فِي مَشْهَدِهِ وَمَغِيبِهِ» أي: في جميع أحواله، فالإنسان يتقي الله حيثما كان، ويكون متعلقًا بالله عز وجل في كل مكان، لا يخص هذا بحال دون حال، أو مكان دون مكان، بل يكون هذا طريقه إلى الله في كل مكان، وفي كل زمان، وفي كل حال من الأحوال.

قوله: «لاَ يُسْقِطُ التَّوَسُّلَ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ فِي حَالٍ مِنْ الأَْحْوَالِ». وفي هذا ردٌّ على الصوفية الذين يقولون: إن الإنسان إذا وصل إلى الله فليس بحاجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويسقط عنه متابعته؛ لأنه انتهت حاجته إلى الرسول، هذا الذي تقوله الصوفية، ولذلك إذا قيل لهم: هذا يخالف قول الرسول، قالوا: الرسول إنما هو للعوام، أما نحن فخواص، وقد وصلنا إلى الله، فلسنا بحاجة إلى


الشرح