الرسول، ومنهم من يرى أنه
من خاصة الخاصة، وهذا كله من تزيين الشيطان وتلاعبه بهم.
قوله: «بَعْدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ
وَلاَ بِعُذْرِ مِنْ الأَْعْذَارِ» بلوغ الحجة: إذا بلغه القرآن والسنة قامت
عليه الحجة، بشرط أن يكون عربيًّا يفهم القرآن ويفهم المعنى، وليس بلازم أن يفهم
بالفعل، بل أن يكون عنده استعداد للفهم إذا أراد، أما إذا لم يكن عنده استعداد
للفهم كالأعجمي الذي لا يعرف اللسان العربي، فهذا لا بد أن يبين ويفسر له، ويترجم
له بلغته، أما العربي الذي يسمع القرآن وهو بلسان عربي مبين، ويسمع الأحاديث وهي
بلسان عربي مبين، فهذا بمجرد أن تبلغه تقوم عليه الحجة؛ لأنه كان بوسعه أن يسأل عن
معناها، أما الذي ما قامت عليه الحجة كمن لم يبلغه القرآن، ومن لم تبلغه السنة بأن
كان منقطعًا عن العالم ويعيش في معزل من الأرض، ولم يبلغه شيء، ولم يصل إليه شيء،
فهذا من أصحاب الفترة، وهذا أمره إلى الله عز وجل، أو كان ممن بلغه القرآن والسنة،
ولكنه أعجمي، فهذا لا بد أن يترجم له المعنى؛ حتى تقوم عليه الحجة، فأنت لما تسمع
كلامًا أعجميًا، هل تفهم منه شيئًا؟ لا تفهم منه شيئًا؛ لأنه بغير لغتك، فلا بد من
الترجمة.
قوله: «وَلاَ طَرِيقَ إِلَى كَرَامَةِ
اللهِ وَرَحْمَتِهِ وَالنَّجَاةِ مِنْ هَوَانِهِ وَعَذَابِهِ إِلاَّ التَّوَسُّلُ
بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ». هذه هي الوسيلة الصحيحة: الإيمان بالله
وطاعته، هذا باختصار الوسيلة التي توصل إلى الله، وليست الوسيلة ما اخترعه
المشركون والقبوريون من أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الأموات، أو الأحياء، أو
الصالحين، أو الملائكة، أو الأنبياء، فلا يوجد بين الله وبين عباده واسطة في رفع
حوائجهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد