فَصْلٌ
**********
وَلَفْظُ
التَّوَسُّلِ قَدْ يُرَادُ بِهِ ثَلاَثَةُ أُمُورٍ، يُرَادُ بِهِ أَمْرَانِ
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ: أَحَدُهُمَا: هُوَ أَصْلُ
الإِْيمَانِ وَالإِْسْلاَمِ وَهُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ
وَبِطَاعَتِهِ.
وَالثَّانِي:
دُعَاؤُهُ وَشَفَاعَتُهُ وَهَذَا أَيْضًا نَافِعٌ يَتَوَسَّلُ بِهِ مَنْ دَعَا
لَهُ وَشُفِّعَ فِيهِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ.
وَمَنْ
أَنْكَرَ التَّوَسُّلَ بِهِ بِأَحَدِ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ فَهُوَ كَافِرٌ
مُرْتَدٌّ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ مُرْتَدًّا.
وَلَكِنَّ
التَّوَسُّلَ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ وَهَذَا
مَعْلُومٌ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ
فَمَنْ أَنْكَرَ هَذَا الْمَعْنَى فَكُفْرُهُ ظَاهِرٌ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ.
**********
الشرح
قوله: «لَفْظُ التَّوَسُّلِ». وهو
التقرب إلى الله جل وعلا، والوسيلة هي الشيء الذي يُقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
والتوسل يُراد به ثلاثة أمور: أمران مشروعان، وأمر سيأتي بيانه غير مشروع.
الأول: هو التوسل إلى الله جل وعلا بتوحيده، وإخلاص العبادة له، ومنه
التوسل بالأعمال الصالحة إلى الله جل وعلا، وهذا مجمع عليه بين المسلمين لا أحد
يخالف فيه، ولا يقرب إلى الله جل وعلا إلا طاعة الله، وطاعة رسوله، لا خلاف على
هذا، ومن أنكره فهو كافر، من قال: يتوسل إلى الله بغير توحيده، وبغير عبادته، وأن
عبادته لا تنفع، وأن توحيده لا ينفع، فهذا كافر بإجماع المسلمين، كما نادى ذو
النون عليه الصلاة والسلام في
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد