الظلمات: ﴿أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ
أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]؛
فتوسل إلى الله بتوحيده وإفراده بالعبادة.
الثاني: التوسل بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، وهذا لا خلاف في
مشروعيته، قال تعالى: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]،
وقال تعالى: ﴿رَّبَّنَآ
إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ﴾ هو الرسول صلى الله
عليه وسلم ﴿أَنۡ ءَامِنُواْ
بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا
سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران: 193]
إلى آخر الدعاء، فتوسلوا إلى الله بإيمانهم بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، كما
توسل الحواريون إلى الله باتباعهم لعيسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ
أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]،
فهذا لا إنكار فيه، ومن ينكره فهو كافر، والذي يقول: إن اتِّباع الرسول صلى الله
عليه وسلم والإيمان به لا ينفع، فهو كافر؛ لأنه مكذب لله، ولرسوله، ولإجماع
المسلمين.
قوله: «يُرَادُ بِهِ أَمْرَانِ
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ». أي: محل إجماع.
قوله: «أَحَدُهُمَا: هُوَ أَصْلُ
الإِْيمَانِ وَالإِْسْلاَمِ وَهُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَبِطَاعَتِهِ».
أي: الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبطاعته.
قوله: «وَالثَّانِي: دُعَاؤُهُ
وَشَفَاعَتُهُ وَهَذَا أَيْضًا نَافِعٌ». التوسل بدعاء الرسول يكون في حياته
صلى الله عليه وسلم، وقد كان الصحابة يطلبون منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم،
وكذلك غير النبي من الصالحين، كأن تطلب من مؤمن حاضر عندك أن يدعو الله لك، فهذا
مشروع بالإجماع.
وكذلك الخلق يوم القيامة يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم،
أي: يدعو الله لهم في فصل القضاء بينهم، فهذا لا إنكار فيه، أما
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد