×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

إذا أحسنت إلى أحد فلا تطلب منه جزاء، لا بالدعاء ولا غيره؛ ليكون عملك خالصًا لوجه الله عز وجل، وهذه مرتبة عظيمة قل من يصل إليها ويفطن لها.

وهذا كله امتداد للمسألة السابقة في الرد على الذين يدعون الأموات والغائبين، فإن هذا شرك أكبر، فإذا كان هذا في الأمور العادية والمباحة لا ينبغي، فكيف بالأمور التي هي شرك أو كفر؟

فعلى المسلم أن يستغني بالله، ولا يلتفت إلى أحد، والله قريب مجيب وقد أمرنا أن ندعوه، ووعدنا أن يستجيب لنا: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ [غافر: 60]، ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ [البقرة: 186]، فلا حاجة إلى أن تطلب من الناس أن يدعوا لك، أو تحسن إليهم من أجل أن يكافئوك، اطلب المكافأة من الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وَهَذَا هُوَ دِينُ الإِْسْلاَمِ...». الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، فلا يكون توحيدًا إلا مع البراءة من الشرك، والانقياد له بالطاعة في أوامره ونواهيه سبحانه وتعالى، وهو بهذا المعنى دين جميع الرسل، فكل الرسل على التوحيد، وكلهم على البراءة من المشركين، وكلهم على العمل بما شرع الله سبحانه وتعالى، فالإسلام هو: عبادة الله في كل وقت بما شرع، والشرائع مختلفة، قال تعالى: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ [المائدة: 48]، فمن عبد الله بما شرعه في كل وقت، فهو مسلم، ويشمل هذا جميع الأنبياء وأتباعهم، ولما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام هو ما جاء به إلى أن تقوم الساعة، ونسخ الله به الشرائع السابقة، وبقيت شريعة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.


الشرح