قوله تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ
غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا﴾ [ال عمران: 85]. ليس المراد به خصوص الإسلام الذي جاء
به محمد صلى الله عليه وسلم، هذا قبل أن يُبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، المراد
بالإسلام عبادة الله في كل وقت بما شرع في ذلك الوقت، فأتباع نوح عليه السلام
كانوا مسلمين، وكذلك أتباع إبراهيم عليه السلام وأتباع موسى عليه السلام وأتباع
المسيح ابن مريم عليه السلام، وكل من عبد الله بما شرع في وقته فإنه من المسلمين.
قوله: «وَكَانَ نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ
وَمُوسَى وَالْمَسِيحُ وَسَائِرُ أَتْبَاعِ الأَْنْبِيَاءِ عَلَى الإِْسْلاَمِ».
أي: الإسلام بمعناه العام.
قول نوح عليه السلام: ﴿وَأُمِرۡتُ
أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 72].. أي: أن أخلص العبادة لله عز وجل، وأترك
عبادة ما سواه، وأعمل بما شرعه الله سبحانه وتعالى.
قوله تعالى ﴿وَمَن يَرۡغَبُ عَن
مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي
ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٣٠إِذۡ قَالَ لَهُۥ
رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٣١وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ
بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٣٢﴾ [البقرة: 130- 132]..
فهذا إبراهيم عليه السلام من المسلمين، ويعقوب حفيده - الذي هو إسرائيل - من
المسلمين، فكل نبي وكل من اتبع الأنبياء، فإنه مسلم، لكن بعدما بُعث النبي صلى
الله عليه وسلم لم يبقَ إسلام إلا باتباعه، فالذي يبقى على اليهودية أو النصرانية
بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كافر؛ لأنه يعمل بدين منسوخ، والعمل إنما يكون
بالناسخ، ويُترك المنسوخ، هو كان دينًا في وقته قبل أن يُنسخ، لكن لما نُسخ لم
يبقَ دِينًا لله عز وجل، وصار دين الله - الذي هو الإسلام - هو الناسخ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد