×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الأمكنة دون أن يراها الناس، فيحملون من أموال الناس، ويذهبون بها إلى عميلهم من الإنس؛ لأجل أن يغتر، ويحسب أن هذا كرامة، وأنه ولي من أولياء الله.

قوله: «وَإِنَّمَا يَكُونُ مَسْرُوقًا» من أموال الناس.

قوله: «وَتَارَةً يَحْمِلُونَهُ فِي الْهَوَاءِ فَيَذْهَبُونَ بِهِ إلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ». يحملون الإنسي في الهواء، ويطيرون به، فلا يحتاج طائرة، إنما يذهب مع الجن، لكن بشرط أن يخرب دينه وعقيدته.

قوله: «فَمِنْهُمْ مَنْ يَذْهَبُونَ بِهِ إلَى مَكَّةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَيَعُودُونَ بِهِ». يذهبون به عشية عرفة ليحضر الدعاء، ويردونه لمكانه، «فَيَعْتَقِدُ هَذَا كَرَامَةً» وهو من خداع الشيطان، فمكة لا تُبلغ إلا بالوسائل المعروفة من وسائل السفر، لا تحصل بلحظة في الهواء، فهذا شيطان يغر هذا الإنسان.

قوله: «مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَحُجَّ حَجَّ الْمُسْلِمِينَ». ما ذهب يحج، لكنه فقط حضر يوم عرفة، ثم يأتي إلى أشغاله وأعماله، فهل الذي يعمل هذا العمل من المسلمين؟ هذا من أتباع الشياطين والعياذ بالله، فالمسلم قد يكون في أقصى المشرق أو أقصى المغرب، فلا يمكن أن يصل إلى عرفة ويرجع في ليلة واحدة إلا بالوسائل الحديثة كالطائرات، وهذه وسائل مباحة ومعروفة، وليس بسبب الكرامات، هذه حتى الكفار المشركين يركبونها، فهي وسائل نقل عادية ليس سببها الإيمان والكفر، وإنما هي صناعة أقدر الله عليها البشر، أما الشياطين فوسائلهم مجهولة لا أحد يعرفها.


الشرح