الثاني: قسم واجب، وهو سؤال أهل العلم؛ كما قال تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ
أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
الثالث: قسم مكروه، وهو سؤال الناس من الأمور المباحة، فإنه مكروه؛ لما فيه من
المذلة والافتقار إلى المخلوق.
الرابع: سؤال مباح متساوي الطرفين، وهو أن يسأل الإنسان ما له من حق عند الآخر،
كأن يكون له عنده دين أو وديعة، أو يسأل من بيت المال، فهذا يسأل شيئًا من حقه،
فهذا مباح إن شاء طلبه، وإن شاء تركه.
هذه أقسام السؤال الأربعة، ويكون السؤال مكروهًا في حق السائل، أو محرمًا
في حق السائل، أما المسؤول فإنه يعطي السائل؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا
تَنۡهَرۡ﴾ [الضحى: 10]، فالمسؤول يعطي السائل ولا يمنعه، ولا
يقول: لعله ليس محتاجًا لعله كذا. فهذا في ذمة السائل، فالسائل له حق، وليس
المسؤول بمسؤول عن استحقاقه أو عدم استحقاقه، فيعطيه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي السائل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا
يرد سائلاً، ولو كان السؤال لا يجوز، فإنه لا يرده صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَإِنْ كَانَ الْمَسْئُولُ
مَأْمُورًا بِإِجَابَةِ سُؤَالِهِ». وذلك دون نظر إلى سؤاله هل هو جائز أو غير
جائز، فهذا تقع مسؤوليته على السائل لا على المسؤول.
قوله: «فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
كَانَ مِنْ كَمَالِهِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ». الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يعطي ولا يرد سائلاً، وهذه من فضائله صلى الله عليه وسلم ومناقبه، وكذلك من
اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يعد من مكارم المسؤول ومناقبه أنه لا
يرد سائلاً.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد