قوله: «مَفْسَدَةُ الاِفْتِقَارِ
إلَى غَيْرِ اللَّهِ وَهِيَ مِنْ نَوْعِ الشِّرْكِ». لكنه شرك أصغر.
قوله: «وَمَفْسَدَةُ إيذَاءِ
الْمَسْئُولِ وَهِيَ مِنْ نَوْعِ ظُلْمِ الْخَلْقِ». كذلك المسؤول يتأذى بسؤال
السائل، ويثقل عليه ذلك، وهذه طبيعة الإنسان أنه يكره أنه يُسأل شيئًا من ماله.
قوله: «وَفِيهِ ذُلٌّ لِغَيْرِ اللَّهِ
وَهُوَ ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ». فهذه ثلاث مفاسد: الافتقار لغير الله، وإيذاء
المسؤول، وإذلال السائل نفسه لغير الله عز وجل.
قوله: «فَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى
أَنْوَاعِ الظُّلْمِ الثَّلاَثَةِ». ظلم الشرك، وظلم النفس، وظلم الغير، هذه
أنواع الظلم.
قوله: «وَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ
رَسُولَهُ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ». فهو صلى الله عليه وسلم لم يسأل الناس
مطلقًا، ما كان يسألهم أموالهم، وإنما هم الذين كانوا يبذلون ذلك له صلى الله عليه
وسلم؛ لأجل صرفه في النوائب، والدعوة إلى الله.
قوله: «وَحَيْثُ أَمَرَ الأُْمَّةَ بِالدُّعَاءِ لَهُ فَذَاكَ مِنْ بَابِ أَمْرِهِمْ بِهَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ». النبي صلى الله عليه وسلم قد يأمر الناس أن يدعوا له، كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» ([1])، فأمرهم أن يسألوا له الوسيلة بعد الأذان، وأمرهم أن يصلوا ويسلموا عليه، وهذا نفعه عائد إلى الناس؛ لأن الله يكتب لهم الأجر والثواب بذلك، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الفائدة
([1]) أخرجه: مسلم رقم (384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد