لسائل الوسيلة أن تحل له
شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فعاد النفع على السائل، لا إلى
المسؤول، وكذلك من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، فعاد النفع على
السائل.
قوله: «وَإِنْ كَانَ هُوَ يَنْتَفِعُ
بِدُعَائِهِمْ لَهُ فَهُوَ أَيْضًا يَنْتَفِعُ بِمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنْ
الْعِبَادَاتِ وَالأَْعْمَالِ الصَّالِحَةِ فَإِنَّهُ ثَبَتَ عَنْهُ فِي
الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَْجْرِ
مِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ
شَيْءٌ». وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم هُوَ الدَّاعِي إلَى مَا تَفْعَلُهُ
أُمَّتُهُ مِنْ الْخَيْرَاتِ». كل ما يفعله المسلم من العبادات والخيرات، فإن
للرسول صلى الله عليه وسلم مثل أجره؛ لأنه دل أمته على ذلك ودعا إليه، وقد جاء في
الحديث: «مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ
لَهُ مِنْ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ». فالرسول صلى الله عليه
وسلم له مثل أجور أمته كلهم؛ لأنه هو الذي دلهم على عبادة الله، وفعل الطاعات، «مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ
شَيْءٌ». فأجورهم موفاة، ولكن له مثل ذلك زيادة على أجورهم.
الصفحة 3 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد