وعيد
مكاني: وهو المحل الذي يُجتمع فيه للعبادة، كالمشاعر:
عرفة، ومزدلفة، ومنى، والمسجد الحرام. أما القبور فلا يجوز أن تتخذ أعيادًا يُجتمع
عندها للعبادة، والذكر، والدعاء، خصوصًا قبره صلى الله عليه وسلم، فقوله: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» أي:
تترددون عليه. كلما دخل أحدهم المسجد يذهب ليصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهذا لا أصل له، إنما هذا للقادم من سفر كما سبق؛ لأن التردد عليه من اتخاذه
عيدًا، والجلوس عنده من اتخاذه عيدًا، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ لأن هذا
من وسائل الشرك، ومن الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: «وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ
قُبُورًا». ينبغي للمسلم أن يجعل من صلاته النافلة في بيته، كصلاة الليل،
والسنن الرواتب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ
أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ» ([1]). فلا تتخذوها
قبورًا ليس فيها صلاة، وإنما تكون فيها صلاة وذكر لله عز وجل، فتكون حية بذكر
الله، ولا تكون ميتة كحالة القبور.
ثم قال: «وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي». لا يذهب الإنسان للقبر، ويقول: أصلِّي وأسلم على الرسول. بل يصلي ويسلم عليه في أي مكان، وسيبلغه ذلك، كما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك، فأنت والقريب منه سواء، فلا حاجة إلى أن تذهب للقبر، وتقول: أصلي وأسلم على الرسول؛ لأن هذا غير مشروع. صل عليه وسلم عليه في أي مكان، والله جل وعلا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ولم يقل: عند قبره، وهذا خطاب للمسلمين في جميع الأرض في المشارق والمغارب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (731)، ومسلم رقم (781).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد