×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 له في صلاته، وأراد أن يشوش عليه صلاته، حتى إنه أتاه بشهاب من نار يريد أن يؤذيه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد من قبل الله، فلا سبيل للشيطان عليه، فلذلك نصره الله عليه، وأمسكه حتى كاد يربطه بسارية المسجد؛ لأن الله نصره عليه، وأبطل كيده. فإذا كانت الشياطين تفعل هذا مع الأنبياء والله يحميهم، فكيف لا تفعل هذا مع من هو دون الأنبياء ممن يدَّعون الصلاح والعبادة، لكنهم على جهل؟!

يأتونهم بأشياء يتظاهرون أنها من خوارق العادات، ومن كرامات الأولياء، فيغرونهم بها، ويزعمون أنها حصلت لهم من باب الكرامة من الله، وهي في الحقيقة من كيد الشيطان، فيضلون بسبب ذلك، مثل كثير من الصوفية والقبورية، يضلون بسبب هذه الأشياء التي تظهر على أنها خوارق عادات وكرامات، ويظنون أنهم حصلوا عليها بسبب العبادة، وهي بالعكس خوارق شيطانية؛ لأجل إضلالهم بها، هذا هو المقصود.

فلا يُغتر بما تظهره الشياطين لمن يعبدون القبور، أو التماثيل والأصنام؛ لأن الشياطين تظهر لهم بمظهر معين، وقد تحملهم في الهواء، وتسير بهم على الماء ونحو ذلك، كما يحصل كثيرًا للسحرة وغيرهم بسبب أن بني آدم خضعوا للشياطين؛ لأجل إفساد عقيدتهم.

فيجب على المسلم أن يكون حذرًا من كيد الشيطان، وأن يعرف نفسه، وأنه مقصر ومذنب، وأنه بحاجة إلى المغفرة، فلا يغتر بنفسه ويدَّعي أنه من الأولياء، وله تصرف في الكون، كما حصل لهؤلاء المغرورين من مشايخ الطرق، ومن سدنة القبور، وغيرهم.

ومعلوم أن من دون الأنبياء ليس معهم مثل إيمان الأنبياء، وليس معهم نصرة مثل ما مع الأنبياء، فهم أولى بأن يغتروا بالشياطين، وينخدعوا بذلك.


الشرح