قوله: «وَمِنْ أَعْظَمِهَا الصَّلاَةِ
وَالْجِهَادِ. وَأَكْثَرُ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
الصَّلاَةِ وَالْجِهَادِ». لأن الصلاة كما قال الله جل وعلا: ﴿تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153]، فالصلاة فيها جهاد للنفس، وجهاد
للشياطين والأعداء، والله جل وعلا يعين المصلين على مشاق الحياة والأعداء، بخلاف
الذين يضيعون الصلاة، فتتسلط عليهم أعداؤهم، ولا يكون لهم عون من الله سبحانه
وتعالى. وقد تكاثرت الأحاديث في الحث على الصلاة؛ لما فيها من الإعانة للعبد
وحمايته، ولكونها تقرب العبد من الله بذكره، قال تعالى: ﴿وَلَذِكۡرُ
ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45].
وكذلك الجهاد وهو على نوعين: جهاد باللسان والحجة، وجهاد بالسيف والسنان.
فالله جل وعلا يؤيد أهل الإيمان بهاتين الخصلتين.
فالجهاد يقمع شياطين الجن والإنس، وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله وهم
يقدرون عليه إلا سلط الله عليهم شياطين الإنس والجن، فالجهاد يقمع الشياطين، ويرد
كيدهم، فهم لا يقفون، إذا سنحت لهم الفرصة دخلوا على المسلمين؛ للإضرار بهم،
ولإزالة الدين، فليس إذا تركناهم تركونا، قال تعالى: ﴿وَلَا
يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217]، فهم
ليسوا إذا تركناهم تركونا، وإنما يتسلطون علينا، والله جل وعلا قال لنبيه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ
جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ﴾ [التوبة: 73]، فالكفار
يجاهدون بالسلاح، والمنافقون يُجاهدون بالحجة، ورد باطلهم وشبهاتهم.
قوله: «فَمَنْ كَانَ مُتَّبِعًا
لِلأَْنْبِيَاءِ نَصَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِمَا نَصَرَ بِهِ الأَْنْبِيَاءَ».
كما أن الله نصر الأنبياء على أعدائهم من شياطين الإنس والجن، فإنه سبحانه ينصر
أتباع الأنبياء بما نصر به الأنبياء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد