قوله: «وَأَمَّا مَنْ ابْتَدَعَ دِينًا
لَمْ يَشْرَعُوهُ فَتَرَكَ مَا أَمَرُوا بِهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ وَاتِّبَاعِ نَبِيِّهِ فِيمَا شَرَعَهُ لأُِمَّتِهِ وَابْتَدَعَ
الْغُلُوَّ فِي الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالشِّرْكَ بِهِمْ فَإِنَّ هَذَا
تَتَلَعَّبُ بِهِ الشَّيَاطِينُ». هذه فائدة عظيمة أن من تمسك بالدين وتابع
الأنبياء نصره الله، ولن يستطيع العدو أن يتغلب عليه، بل هو الذي يتغلب عدوه، إذا
استقام على الدين، وتمسك السنة في العقيدة، والعمل، والآداب، والأخلاق، فإن الله
ينصره، أما إذا تعلق بالبدع ورغب فيها، وهجر السنن، فعلى العكس يذله الله ويسلط
عليه أعداءه، ولذلك كم عدد المسلمين اليوم؟ إن صدق عدهم يقولون: مليارًا أو أكثر،
أين هم؟ أليس أصحاب بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر فنصرهم الله على أهل الكفر، ودوى
نصرهم في العالم إلى الآن؟ فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله؛ بسبب أنهم ساروا
على شرع الله عز وجل، والآن لمَّا صار كثير من المسلمين مبتدعة قبورية صوفية،
ويتهكمون بمن دعاهم إلى السنة وإلى العقيدة الصحيحة، ويحذرون منه، ماذا كان واقع
المسلمين اليوم مع الأسف؟
تسلط عليهم عدوهم، وأخذ ما بأيديهم واستذلهم، وصاروا تابعين للأعداء،
يهددونهم صباح ومساء؛ لأنهم تخلوا عن الله، فتخلى الله عنهم، أحيوا البدع، وهجروا
السنن، وأقاموا الأضرحة، وعملوا بالبدع الشركية والعملية، وتركوا الدين الصحيح،
فماذا كانت النتيجة الآن مع كثرة المسلمين، ومع أن أغلب المسلمين بأيديهم ثروات
يحتاجها العدو؟
أعطى الله بعض المسلمين ثروات ليست عند العدو، والعدو بحاجة إلى هذه
الثروات، فلو أن المسلمين تمسكوا بدينهم تمسكًا صحيحًا واعتزوا به؛ لأذل الله
عدوهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد