×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠ [النحل: 99- 100]،. هذه الآيات فاصلة في بيان الحق ورد الباطل، وتُبين من الذي يتسلط عليه الشيطان، وأنه يتسلط على الذين يتولونه، يتبعونه، ويقبلون وساوسه، ويروجون شبهاته.

وقوله: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ، كيف يكونون مشركين بالشيطان؟

نعم، الذين يعبدون القبور والأضرحة مشركون بالشيطان؛ لأن الشيطان هو الذي أمرهم بهذا، فهم أطاعوا أمر الشيطان، وعصوا أمر الرحمن، والله جل وعلا قال: ﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٦٠وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ٦١وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ ٦٢ [يس: 60- 62]، فبسبب انحيازهم للشيطان سلَّطه الله عليهم، أما الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فليس له عليهم سلطان، ولا يقدر أبدًا عليهم، قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ، أي: قوة وحجة، ﴿عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بربهم الإيمان الصحيح، ﴿وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ [النحل: 99]، فلا يتوكلون على غيره، ونص على التوكل هنا؛ لأن العبد إذا لم يذل أمام المهددات أو المغريات، ولم يتفاعل مع التهديد والوعيد، ولا مع الوعود والترغيب، بل توكل على الله، وفوَّض أمره إلى الله جل وعلا، فهذا ينصره الله سبحانه وتعالى.

قوله تعالى ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ [الحجر: 42]، أي: لا تقدر عليهم؛ لأنهم في حماية الله، ومن كان في حماية الله، فلن يضره أحد، يجير ولا يُجار عليه سبحانه وتعالى، ولكن الشأن في الصدق مع الله سبحانه وتعالى، وقوله: ﴿إِنَّ عِبَادِي


الشرح