واسطة بينهم وبين الله.
هذا هو المعروف عند الصحابة، أن التوسل بالشخص: هو طلب دعاءه، لا التوسل بذاته.
أما التوسل عند الخرافيين فهو أنهم يطلبون من الشخص أن يقضي لهم حاجاتهم،
فيتقربون إلى القبور بالذبح لها والنذر لها؛ لأنهم يعتقدون أن هؤلاء الأولياء
يقضون حاجاتهم، فيتقربون إليهم ويستغيثون بهم، وهذا أشد أنواع التوسل الباطل؛ لأنه
شرك أكبر يخرج من الملة. وأما إذا كان القصد من التوسل جعل المخلوق واسطة بينهم
وبين الله ولا يتقربون إليه بشيء، فهذا توسل بدعي؛ لأنه لم يكن في كتاب الله، ولا
في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا من عمل السلف أنهم يتوسلون بالشخص، إنما
يتوسلون بدعائه لا بشخصه وذاته، وهذا يأتي تفصيله في كلام الشيخ رحمه الله.
قوله: «وَيُعْرَفُ مَا أَحْدَثَهُ الْمُحْدِثُونَ فِي هَذَا اللَّفْظِ وَمَعْنَاهُ». في وقت الشيخ وفي زماننا الآن زاد الشر من هؤلاء الخرافيين، يحرفون كلام الله ويقولون: المراد بالوسيلة أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق. ويفسرون القرآن بغير مراده، ويجعلون الوسيلة التي أمر الله بابتغائها أن تجعل بينك وبين الله واسطة من خلقه من الأولياء والصالحين، وهذا كذب على الله جل وعلا، وليس هذا معنى الآيات. وقد سبق أن التوسل بالمخلوق إما أن يكون شركًا أكبر يُخرج من الملة، وإما أن يكون بدعة ووسيلة إلى الشرك، فيكون شركًا أكبر إذا صرف للمخلوق شيئًا من العبادة، وهو ما عليه القبوريون الآن؛ يذبحون عند القبور، وينذرون لها، ويستغيثون بها، ويهتفون بها، ويدعونها من دون الله. أما إذا كان المقصود فقط مجرد جعله واسطة بينه وبين الله، فهذا توسل بدعي، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد