×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

أما من يزعم أن الوسيلة أن تجعل بينك وبين الله شخصًا يتوسط لك عند الله، فهذا دين لم يشرعه الله عز وجل، والله ما أمرنا أن نتخذ وسائط بيننا وبينه، فبأي كتاب، أو بأي سنة أن الله أو الرسول أمرا أن نتخذ أشخاصًا يتوسطون بيننا وبين الله؟!

إنما الواسطة بين الله وبين عباده الرسل عليهم الصلاة والسلام، يبلغون رسالات ربهم، أما الواسطة التي يتخذها المشركون بأن يجعلوا أشخاصًا أحياءً أو أمواتًا يتوسلون بهم إلى الله عز وجل، ويزعمون أنهم يقربونهم إلى الله زلفى، فهذا باطل، ردَّه الله في القرآن، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ، اتخذوهم وسطاء يتوسطون ويشفعون لهم عند الله، ﴿قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [يونس: 18]، فسمى هذا شركًا، وهم يزعمون أنه عمل صالح، وقال تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أي: من دون الله، ﴿أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].

يقولون: نحن نعلم أنهم لا يضرون، ولا ينفعون، ولا يخلقون، ولا يرزقون، وأن هذا كله بيد الله، يعترفون بتوحيد الربوبية، لكن يقولون: هؤلاء صالحين لهم مكانة عند الله، ونحن نتوسط بهم، فهل أغلق الله جل وعلا الباب بينك وبينه، ولن يسمع حاجتك حتى تتخذ واسطة تُبلغ مثل ما يُتخذ عند الملوك؟!

الله جل وعلا فتح بابه بالليل والنهار، ادع الله في أي مكان، وأي زمان، وأي لحظة، ارفع يديك إلى الله وادعه، فالله قريب مجيب، ولا تقل بواسطة فلان، ولا بجاه فلان، فإن هذا دين لم يشرعه الله عز وجل.


الشرح