الإنسي، فيفتتن الإنسي به،
ولا يقول له: أنا جني، أو أنا شيطان، بل يقول له: أنا فلان، أنا الشيخ فلان؛ لأجل
أن يغره ويخدعه بذلك؛ لأن أغش شيء لبني آدم هم الشياطين، وأنصح شيء لبني آدم هم
الملائكة.
قوله: «فَيَظُنُّ ذَلِكَ الرَّجُلُ
أَنَّ نَفْسَ الشَّيْخِ الْمَيِّتِ أَوْ الْحَيِّ فَعَلَ ذَلِكَ». يقول هذا
الإنسي المسكين: أنا أدري أن الشيخ لا يخرج من القبر، ولا يأتي هنا، ولكن هذا سرُّ
الشيخ، وهذه حال الشيخ، فيأتيه من هذا الباب، والشيخ ليس له حال، وليس له سر، وليس
له طيف، إنما هذا من الشياطين.
قوله: «وَقَدْ يَقُولُ: هَذَا سِرُّ
الشَّيْخِ وَهَذِهِ رَقِيقَتُهُ وَهَذِهِ حَقِيقَتُهُ». هذه من مصطلحات
الصوفية: الرقائق، والحقائق، والسر، وهي كلها لا أصل لها.
قوله: «فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ
تُعِينُ عَلَى الشِّرْكِ وَالإِْفْكِ وَالإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ». هذا معلوم
قطعًا أن الملائكة لا تعين على الشرك، ولا تدعو إلى الشرك، لا يمكن أن يكون ملك من
الملائكة يدعو إلى الشرك أبدًا، فإذا كان الذي أمر به هذا الهاتف أو هذا الخيال
شركًا، فهذا قطعًا من الشياطين، وليس من الملائكة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد