وَقَدْ قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا
٥٦أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ
أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ
عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧﴾ [الإسراء: 56- 57].
قَالَ
طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلاَئِكَةَ
وَالأَْنْبِيَاءَ كَالْعُزَيْرِ وَالْمَسِيحِ فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ
الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ عِبَادُ اللَّهِ كَمَا أَنَّ الَّذِينَ
يَعْبُدُونَهُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ سَائِرُ
عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.
**********
الشرح
الله جل وعلا تحدى المشركين بهذا الآية: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ
ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ﴾ هذا أمر تحد ﴿فَلَا
يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا﴾ لا يملكون رفع
المرض إذا أنزله الله، ولا يملكون نقله من شخص إلى شخص، أو تحويله من محل إلى محل،
وإنما هذا بيد الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال الخليل عليه السلام: ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ
يَشۡفِينِ﴾ [الشعراء: 80]، فالذي أنزل المرض هو الذي يقدر على
رفعه، ويقدر على نقله من شخص إلى شخص، أو من بلد إلى بلد، أو من عضو إلى عضو في
جسم الإنسان، وهذا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ
بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ﴾ [الأنعام: 17].
فلا يُتعلق بغير الله، ويُقال: هذا يشفي من المرض، أو هذا ينقل المرض، هذا
من الكذب والافتراء؛ لأن هذا لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا، إنما العباد بيدهم
أدوية وطب، فإن وافق فالحمد لله وهو سبب من الأسباب، وإن لم يوافق فالأمر بيد الله
سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد