فالتداوي والعلاج المباح لا بأس به، وهو سبب من الأسباب، أما التداوي
بالحرام كالسحر والشرك بالله، والذبح لغير الله، فلا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم:
«تَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»
([1]). والشرك أعظم
الحرام، فلا يتداوى الإنسان بالشرك، ولا بالخمر، ولا بالميتة، وجميع المحرمات ليست
بدواء، إنما الدواء في الأشياء المباحة، وهذا ما يعثر عليه إلا بعض الناس، علمه من
علمه، وجهله من جهله.
فقوله تعالى: ﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ
كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا﴾ أي: لا يملكون أن
يجيبوهم، فدل على بطلان حجتهم.
ثم قال جل وعلا: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ﴾ [الإسراء: 56- 57]. أولئك الذين يدعوهم هؤلاء المشركون
من الملائكة، أو الأنبياء كالمسيح، وأمه مريم، وعزير عند اليهود، هؤلاء عباد لله
جل وعلا، وإن كان اليهود والنصارى يدعونهم من دون الله، ويغلون في حقهم. قال
تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ
عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ
قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ﴾ [التوبة: 30]، فعزير، وعيسى، ومريم، والملائكة كلهم
عباد لله، فكيف يُدْعَون ويُعْبَدون وهم عباد؟ وأيضًا هم يَدْعُو الله ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ أي: القرب منه
سبحانه، فعزير، وعيسى، ومريم كلهم يتقربون إلى الله بالعبادة، ﴿أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ
وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ﴾ [الإسراء: 57]، فدل
على أنهم عباد، ليس لهم من الأمر شيء، وأن عبادتهم باطلة؛ لأنهم لا يملكون شيئًا.
والقرآن العظيم فيه الحجج الدامغة لرد الشرك وإبطاله، ولكن أين من
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3874)، والطبراني في الكبير رقم (649)، والبيهقي في الكبرى رقم (19713).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد