ولهذا قال صلى الله عليه
وسلم: «وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([1]) في أي مكان، الحمد
لله أن هذا واضح، ولا حجة لهم فيه، وهذا أسلم من اللغو واتخاذ قبره عيدًا يُعتاد
التردد عليه، فهذه شبهة وضح الله حكمها، ووضحها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا
لما رأى سبطه الحسن بن الحسن بن علي رجلاً يُكثر الاختلاف إلى قبر النبي صلى الله
عليه وسلم قال له: يا هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَلاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا،
وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي»، فما
أنت ورجلٌ بالأندلس منه إلا سواء ([2]). فلا مزية لمن صلى
عليه قريبًا من قبره على من كان بعيدًا عن قبره، فكل ذلك يبلغه صلى الله عليه وسلم.
وأما الوسيلة، فقد سبق الكلام عليها، وأنها يُراد بها: التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والعبادة، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وقال ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ﴾ [الإسراء: 57]، فالوسيلة هي: التقرب إلى الله بالعبادة، وليست الوسيلة ما يقوله الخرافيون أنك تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق في قضاء حوائجك، هذه خرافة لا أصل لها، فلم يشرع الله ولا رسوله أن نجعل بيننا وبين الله واسطة في قبول الدعاء وطلب الحوائج، والله جل وعلا يقول ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]، فليس بحاجة إلى أن يُبلَّغ الدعاء كالمخلوق الذي لا يدري فيُبلَّغ حاجة الناس، بل الله جل وعلا قريب مجيب ليس في حاجة إلى اتخاذ الوسائط في الدعاء،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، وأبو يعلى رقم(469).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد