فهذا شيء مما افتراه المشركون من قبل، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ﴾ [يونس: 18]، أي: وسائط،
وفي الآية الأخرى: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3].
إذًا: فالوسيلة بمعنى اتخاذ واسطة من الخلق بين الداعي وربه، هذا أمر باطل
لا أصل له.
وتُطلق الوسيلة أيضًا ويراد بها: منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد
صالح من عباد الله، قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَرْجُو
أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ
الشَّفَاعَةُ» ([1]). فإذا أجاب المسلم
المؤذن، وقال مثلما يقول: ثم قال: «اللَّهُمَّ
رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا
الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ». حلت له شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم
القيامة. وقد شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطلبها له، وندعو أن الله أن
يعطيه إياها؛ لننال بذلك شفاعته صلى الله عليه وسلم.
قوله: «هِيَ حَقٌّ لَهُ كَمَا أَنَّ
الصَّلاَةَ عَلَيْهِ وَالسَّلاَمَ حَقٌّ لَهُ صلى الله عليه وسلم ». النبي صلى
الله عليه وسلم له حقوق على أمته، منها: محبته صلى الله عليه وسلم، واتباعه،
وتصديقه فيما أخبر، والصلاة والسلام عليه، وأن نسأل الله له الوسيلة.
قوله: «وَالْوَسِيلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نَبْتَغِيَهَا إلَيْهِ هِيَ التَّقَرُّبُ إلَى اللَّهِ بِطَاعَتِهِ». التي أمرنا الله أن نبتغيها إليه بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، أي: الطاعة، لا كما يقول الخرافيون أن نجعل بيننا وبينه وساطة من الخلق. فهذا قول مبتدع، وكذب على الله سبحانه وعلى رسوله.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد