×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فَالرَّسُولُ أَمَرَ النَّاسَ بِالْقِيَامِ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَحُقُوقِ عِبَادِهِ بِأَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ لاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَمِنْ عِبَادَتِهِ الإِْحْسَانُ إلَى النَّاسِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ كَالصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ وَكَزِيَارَةِ قُبُورِ الْمُؤْمِنِينَ فَاسْتَحْوَذَ الشَّيْطَانُ عَلَى أَتْبَاعِهِ فَجَعَلَ قَصْدَهُمْ بِذَلِكَ الشِّرْكَ بِالْخَالِقِ وَإِيذَاءَ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّهُمْ إذَا كَانُوا إنَّمَا يَقْصِدُونَ بِزِيَارَةِ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ سُؤَالَهُمْ أَوْ السُّؤَالَ عِنْدَهُمْ أَوْ بهم لاَ يَقْصِدُونَ السَّلاَمَ عَلَيْهِمْ وَلاَ الدُّعَاءَ لَهُمْ كَمَا يَقْصِدُ بِالصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ كَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِينَ وكَانُوا مُؤْذِينَ ظَالِمِينَ لِمَنْ يَسْأَلُونَهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ لأَِنْفُسِهِمْ، فَجَمَعُوا بَيْنَ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ الثَّلاَثَةِ.

فَاَلَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ تَوْحِيدٌ وَعَدْلٌ وَإِحْسَانٌ وَإِخْلاَصٌ وَصَلاَحٌ لِلْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ.

**********

الشرح

قوله: «فَالرَّسُولُ أَمَرَ النَّاسَ بِالْقِيَامِ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَحُقُوقِ عِبَادِهِ». الله جل وعلا أمر بحقوقه وحقوق عباده، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ [النساء: 36]، عشرة حقوق في هذه الآية:

أولها: حق الله، وهو عبادته وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه.

والثاني: حق الوالدين، ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا [النساء: 36] إلى آخر الحقوق العشرة المذكورة في هذه الآية، فأمر سبحانه بإيتاء هذه الحقوق لمستحقيها، وحق الله جل وعلا عبادته وحده لا شريك له؛ كما في الحديث: «أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).