ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:
حَقُّ الإلَهِ عِبَادَةٌ بالأمْرِ لا |
بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيطَانِ |
قوله: «وَمِنْ عِبَادَتِهِ» أي:
بالشرع، فعبادة الله لا تكون إلا بما شرعه الله، لا بما ابتدعه الناس واخترعوه،
ويسمونه عبادة، وما هو إلا بدعة.
قوله: «فَاسْتَحْوَذَ الشَّيْطَانُ
عَلَى أَتْبَاعِهِ فَجَعَلَ قَصْدَهُمْ بِذَلِكَ الشِّرْكَ بِالْخَالِقِ
وَإِيذَاءَ الْمَخْلُوقِ». استحوذ عليهم الشيطان، فعكس عليهم الأمر، فجعل زيارة
القبور من أجل الشرك بالله عز وجل وإيذاء المقبور؛ لأن المقبور يتأذى بما يفعل عند
قبره من الشرك بالله وعبادة غير الله.
قوله: «فَإِنَّهُمْ إذَا كَانُوا إنَّمَا يَقْصِدُونَ بِزِيَارَةِ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ سُؤَالَهُمْ أَوْ السُّؤَالَ عِنْدَهُمْ أَوْ بهم». سؤالهم بأن يطلب من الميت أن يفرج همومه، ويقضي حوائجه ونحو ذلك، وهذا شرك أكبر صريح، أو أن يسأل الله عند القبر، وهذا ليس محل دعاء، ولا هو محل صلاة ولا صدقة، فعبادة الله عند القبر وسيلة إلى الشرك، فإذا صلى لله عند القبر فقد أتى بدعة؛ لأن الصلاة عند القبر وسيلة إلى الشرك، فإن قال: أنا لم أصلِّ إلا لله. نقول: الله لم يأمرك أن تصلي عند القبور، وإنما أمرك أن تصلي في أرض الله الواسعة، إما في المساجد، وإما في البراري، أما القبور فليست مساجد، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ القبور مساجد ([1])، فليست القبور محل عبادة؛ لا بالصدفة، ولا بالصلاة، ولا بالدعاء، ولا بالذبح، ولا بالنذر، ولا بغير ذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد