×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «لاَ يَقْصِدُونَ السَّلاَمَ عَلَيْهِمْ وَلاَ الدُّعَاءَ لَهُمْ». إذا كانوا يزورون القبور لا للعبادة، وإنما يزورونها للنزهة أو للتفرج، أو غير ذلك، فهذه زيارة غير مشروعة؛ لأن الزيارة المطلوب منها أمران:

الأول: الاعتبار والاتعاظ، والخوف من الله، واستحضار الموت.

الثاني: نفع الميت بالدعاء، والاستغفار له، والترحم عليه.

وما خلت من هذين القصدين، فهي زيارة شركية، أو بدعية، فتكون شركية إذا طلب من الميت قضاء حوائجه، وتكون بدعية إذا طلب من الله عند القبر قضاء حوائجه، ويظن أن هذا أقرب للإجابة.

أو تكون غير مشروعة إذا كان فيها أذية، كالذين يزورون القبور للتفرج فقط، ومشاهدة ما على القبور من المباني، وغير ذلك، لا من أجل الإنكار، ولا من أجل البيان للناس، وإنما يقولون: هذه حضارة، ونحو ذلك. فهذا لا يجوز.

قوله: «كَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِينَ» أي: مشركين بالله«وكَانُوا مُؤْذِينَ ظَالِمِينَ لِمَنْ يَسْأَلُونَهُ». إذا فعلوا ذلك فقد آذوا الأموات وظلموهم؛ لأن الأموات الصالحين لا يرضون بذلك، بل كانوا ينكرونه يوم كانوا على قيد الحياة ويجاهدون أصحابه، هكذا كان الأنبياء وأتباعهم يجاهدون المشركين، ولا يرضون بهذا، فهم يتأذون بما يُفعل عند قبورهم بما يخالف ما جاؤوا به من الدعوة إلى التوحيد، والنهي عن الشرك.

قوله: «وَكَانُوا ظَالِمِينَ لأَِنْفُسِهِمْ». لأنهم أوقعوا أنفسهم في المعاصي، والشرك بالله عز وجل، فهو ظالم لنفسه، بمعنى أنه أوقعها في العذاب والمحظور والبدعة.


الشرح