سبحان الله! قال لهم
إبراهيم: ﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ
مَا تَنۡحِتُونَ ٩٥وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ ٩٦﴾ [الصافات: 95، 96]،
المنحوت أضعف من الناحت، فكيف تعبد شيئًا أنت الذي تنحته بيدك؟!
فهؤلاء صوروا صورهم، ونصبوها على مجالسهم، ولما طال بهم الزمن عبدوهم من
دون الله، ولهذا جاء النهي الشديد عن التصوير، وتعليق الصور؛ لأنها تؤول إلى
العبادة، فصور المعظمين من العلماء، والملوك، والرؤساء، والصالحين لا يجوز تصويرها
للذكريات، وتعليقها في الميادين، أو البيوت، أو على الجدران؛ لأن هذا يؤول إلى
عبادتها، يأتي ناس جهال يزين لهم الشيطان أن هذه الصور ما عُلقت إلا لأن فيها
سرًّا وبركة، فيزين لهم عبادتها، والشرع جاء بسد الوسائل التي تفضي إلى الشرك.
والآن يقولون: إن الناس على التوحيد، ولن يعبدونها.
سبحان الله! ليس النظر إلى الوقت الحاضر فقط، بل النظر إلى المستقبل،
والشيطان حاضر دائمًا، فإذا مات العلماء، ومات هذا الجيل الموحد الذي عرف التوحيد،
سيأتي جيل جاهل يزين لهم الشيطان عبادة هذه الصور وهذه التماثيل، كما وقع لقوم نوح
عليه السلام.
وقوم إبراهيم عليه السلام هم كذلك عبدوا التماثيل؛ لأنهم صوروها على صور الغائبين؛ صور الكواكب، صور النجوم، صور المعظمين عندهم، وقالوا: هي حاضرة أمامنا تمثل لنا الغائب. فعبدوها من دون الله، وهي التي بعث الله خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإنكارها وتكسيرها وإزالتها، وحصل عليه ما حصل من الابتلاء والامتحان، وصبر عليه الصلاة والسلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد