وفي بني إسرائيل خرج بهم
موسى يريد فتح بين المقدس، وتخليصه من الكفار؛ لأن بيت المقدس للمسلمين، وليس
للكفار في كل زمان، وكان المسلمون في ذاك الوقت هم بنو إسرائيل، فتخاذلوا وجبنوا
عن ملاقاة العماليق، فعاقبهم الله بالتيه أربعين سنة في الأرض والعياذ بالله، وفي
أثناء ذلك واعد الله جل وعلا موسى؛ لأجل أن يعطيه ألواح التوراة مكتوبة، وتلقاها
موسى عليه السلام، وكلمه ربه، واختار معه سبعين رجلاً من خيرة بني إسرائيل، فلما
ذهبوا قالوا: ﴿لَن نُّؤۡمِنَ
لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ﴾ [البقرة: 55]، لا يريدون أن
يصدقوا موسى ويؤمنوا به حتى يروا الله بعيونهم، وهذا من تعنتهم، فأهلكهم الله عن
آخرهم بصاعقة بسبب مقالتهم هذه، ثم إن موسى عليه السلام دعا ربه أن يحييهم ويرجعهم
معه؛ لئلا يقول بنو إسرائيل: إنه ذهب بهم لقتلهم، فأحياهم الله جل وعلا: ﴿وَإِذۡ قُلۡتُمۡ
يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ
وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ ٥٥ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ
٥٦﴾ [البقرة: 55، 56] أحياهم الله ورجعوا.
وهؤلاء الذين ذهبوا مع موسى كانوا خيرة بني إسرائيل، أما الذين بقوا مع
هارون عليه السلام فتنهم السامري، وهو رجل فيهم، وكان معهم ذهب استعاروه من آل
فرعون لمناسبات عندهم، ثم إن موسى خرج بهم فارًّا من فرعون ومعهم هذا الحلي، ماذا
يصنعون به؟ ضاقت حيلتهم به؛ لأنه عارية، وكيف يوصلونه إلى أهله؟ فجاءهم هذا
الطاغية وقال لهم: أعطوني إياه. فأخذه وصاغ منه عجلاً جسدًا تمثالاً من الذهب،
وجعله مجوفًا، فجعل الهواء يدخل من جانب، ويخرج من جانب، ويصير له خوار كخوار
العجل، فماذا قال الخبيث؟ قال: ﴿هَٰذَآ
إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ﴾ [طه: 88]، أي: نسي موسى
فذهب إلى ربه وهو عندكم هنا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد