فعبدوه من دون الله، ولما
رجع موسى إليهم أنكر عليه الصلاة والسلام، وأنكر على أخيه هارون، واعتذر هارون
عليه السلام، ثم توجه موسى إلى السامري فعنفه ووبخه وقال له: ﴿وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي
ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ
نَسۡفًا﴾ [طه: 97].
فلو كان هذا الصنم إلهًا حقًّا هل يقدر أحد أن يكسره ويرميه في اليم
أمامهم؟ فهذا دليل على بطلان عبادة غير الله سبحانه وتعالى.
وهذا هو حاصل القصة مع التماثيل، وأنها سبب للشرك؛ لذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد على المصورين، وأمر بإتلاف الصور وطمسها، وإخراجها من البيوت، قال: «لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَة» ([1])، وقال لعلي رضي الله عنه: «لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([2]). وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ ([3]) لِي عَلَى سَهْوَةٍ ([4]) لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَتَكَهُ وَقَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» قَالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ ([5]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3225)، ومسلم رقم (2106).
([3]) القرام- بكسر القاف وتخفيف الراء: هو ستر فيه رقم ونقش، وقيل: ثوب من صوف ملون يفرش في الهودج أو يغطى به. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 49).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد