×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

فالتصوير كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، ولو على المدى البعيد، لا سيما صور المعظمين، وتعليقها على الجدران، ففيها أكبر المحظور؛ لأنها تؤول إلى الشرك والعياذ بالله، ويعتقد فيها الجهال وأهل الضلال أنها تنفع وتضر، كما حصل لقوم نوح، وكما حصل لبني إسرائيل مع العجل.

قوله: «حَتَّى صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ». أي: تماثيل الصالحين.

قوله: «وَقَالُوا: اسْتِشْفَاعُنَا بِتَمَاثِيلِهِمْ اسْتِشْفَاعٌ بِهِمْ». إن كانوا غائبين في أجسادهم فهذه صورهم باقية تمثلهم، ونتذكر بها شخصياتهم.

قوله: «وَكَذَلِكَ قَصَدُوا قُبُورَهُمْ وَقَالُوا: نَحْنُ نَسْتَشْفِعُ بِهِمْ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ».

وفريق آخر لم يصوروا صورهم، وإنما ذهبوا إلى قبور الصالحين، وصاروا يبكون عندها، ويطلبون، ويرفعون أيديهم بالدعاء والاستغاثة، ويذبحون لها، وينذرون لها، ويطوفون بها، فعبدوها من دون الله عز وجل، وحجتهم يقولون: هؤلاء شفعاء، نحن ندري أنه ليس لنا ربٌّ إلا الله، وهو الذي يخلق، ويرزق، ويحيي، ويميت، والأمر بيده، نعم هذا، ولكن هؤلاء صالحون، ونريد منهم الشفاعة.

وهل الشفاعة هكذا؟ الشفاعة لها ضوابط، وهذا شرك، ولم يكتفوا بطلب شفاعة من الميت، بل تجدهم يذبحون له، وينذرون له، ويطوفون بقبره، ويستغيثون به، وينادونه، ويقولون: نفعل ذلك ليشفعوا لنا إلى الله. سبحان الله! وهل الله عز وجل أغلق بابه حتى تتخذوا أحدًا يشفع لكم عنده مثل الملوك في الدنيا؟! هل الله لا يعلم حوائجكم ولا يقدر على قضائها إلا أن يعلمه أحدٌ بها؟! الله جل وعلا أمركم بأن تدعوه مباشرة، 


الشرح