تضرعوا إليه بالدعاء، وهو قريب مجيب يسمع دعاءكم، ويقدر على إجابتكم، وليس
بحاجة إلى من يشفع عنده ويخبره، كما هو حال ملوك الدنيا.
قوله: «وَصَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ
فَعَبَدُوهُمْ كَذَلِكَ». مثل: قوم نوح صوروا صور الصالحين، ولما بعث الله
نوحًا عليه السلام، وأنكرها عليهم، قالوا: ﴿لَا تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23]، هذه أسماء رجال صالحين ماتوا، وندموا عليهم،
فصوروا تصاويرهم ليتذكروهم بعد موتهم، وجاءهم الشيطان فيما بعد، فزين لهم عبادتها،
فعبدوها من دون الله، عند ذلك بعث الله إليهم عبده ورسوله نوحًا عليه السلام،
فأنكر عليهم ذلك، ولكنهم لجُّوا ([1]) في عتوهم، وقالوا: ﴿لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ﴾ لا تطيعوا نوحًا، ﴿وَلَا تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسۡرٗا﴾، وهذه الفتنة إذا أشربت القلوب يصعب التخلص منها؛ كما
قال في بني إسرائيل: ﴿وَأُشۡرِبُواْ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ
إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 93]، نسأل الله
العافية.
قوله: «وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ أَبْطَلَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ». وهي: طلب الشفاعة من غير الله، وطلبها من الأموات، والأشجار، والأحجار، هذه أبطلها الله جل وعلا، وأبطلها رسله.
([1]) لج في الأمر: تمادى فيه وأبى أن ينصرف عنه. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد