قوله: «وَبِهِ» أي: بالتوحيد«أَرْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ
الْكُتُبَ».
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال: ﴿يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ
بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ
أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ﴾ [النحل: 2].
قوله تعالى: ﴿وَسَۡٔلۡ مَنۡ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾ [الزخرف: 45]، أبدًا كل الرسل جاءوا بنفي هذا والنهي
عنه.
وقوله تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، هذا هو
التوحيد، وهو دين جميع الرسل.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] هذا هو
التوحيد؛ عبادة الله وترك عبادة ما سواه، والله أرسل جميع الرسل بهذا، وقد ذكر
الله جل وعلا أن كل رسول كان يقول لقومه أول ما يبدأ: ﴿يَٰقَوۡمِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأعراف: 59]، كما
قال نوح، وهود، وصالح، وشعيب، كما في سورة الأعراف وغيرها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد