×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «بُعِثْت بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي. وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمِ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]).

وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ - الَّذِينَ أَخْبَرَ الْقُرْآنُ بِشِرْكِهِمْ وَاسْتَحَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَسَبَى حَرِيمَهُمْ وَأَوْجَبَ لَهُمْ النَّارَ - كَانُوا مُقِرِّينَ بِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضَ.

**********

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْت بِالسَّيْفِ» أي: بالجهاد في سبيل الله، «حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ»؛ لأن هذا هو الذي خلق الله الخلق من أجله، فإذا عبدوا غيره استحقوا أن يُقاتلوا؛ حتى يكون الدين كله لله، قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ [الأنفال: 39]، هذا هو المقصود من الجهاد؛ حتى يُعبد الله وحده، فلا يجوز للمسلمين أن يتركوا المشركين يعبدون غير الله، ويدعون إلى الشرك، وينشرون الكفر، وهم يقدرون على جهادهم.

وتعطيل الجهاد عند الاستطاعة والمقدرة لا يجوز للمسلمين؛ وذلك أن الغرض من الجهاد في سبيل الله هو أن يُعبد الله وحده، وليس الغرض الطمع في الأموال أو الممالك أو العلو في الأرض، بل الغرض أسمى من هذا وأعلى، وهو تخليص الناس من الشرك إلى التوحيد، من عبودية غير الله إلى عبودية الله سبحانه وتعالى، من الظلمات إلى النور، من النار إلى الجنة، هذه هي الغاية من الجهاد في سبيل الله،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (5115)، والبزار رقم (8606)، والطبراني في الكبير رقم (14109).