وهو لمصلحة البشرية، ليس من أجل إلحاق الضرر بهم، أو الترفع عليهم، فهم
يُقاتلون لمصلحتهم.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَ
رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي». المراد به المغانم، فالله أباح الغنائم لهذه
الأمة، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، قال: «وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلِي» ([1])، وقد كان الأنبياء
من قبل إذا استولوا على الغنائم يجمعونها، وتنزل نار فتحرقها، أما هذه الأمة، فإن
الله أباح لها الغنائم، قال تعالى: ﴿فَكُلُواْ
مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ
رَّحِيمٞ﴾ [الأنفال: 69]؛ لأجل أن يستعينوا بها على طاعة الله،
ولأجل أن يضعفوا الكفار والمشركين.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي». قال الله جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، فالعزة والرفعة هي في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والذلة والصغار على من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، قد يكون ذلًّا وصغارًا عامًّا، وقد يكون ذل وصغار بسبب المعاصي، فكل من خالف أمر الرسول فإنه في ذل وصغار كثيرًا كان أو قليلاً، قد يكون هذا الذل والصغار متناهيًا، وقد يكون دون ذلك بحسب المعصية، فالمعاصي كلها ذل وصغار من الشرك وما دونه، وإن كان بعض من يرتكب هذه الأشياء يظن أنها رفعة، وأنها تقدم وحضارة، فإنها ذلة وصغار، وإن تراءى له أنها حضارة، وأنها مجاراة للشعوب، ومجاراة للعالم.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21435).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد