هذا قول الفلاسفة في الملائكة، ومن نقل مذهبهم ممن ابتُلي بهم من المسلمين،
والله جل وعلا أخبرنا عن الملائكة فقال: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا
أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا
يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [فاطر: 1]، والنبي
صلى الله عليه وسلم يقول: «خُلِقَتِ
الْمَلاَئِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ
آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» ([1])، وذلك في قوله
تعالى: ﴿وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ
مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ﴾ [الرحمن: 15]. وهم يقولون: ليست مخلوقات، إنما هي هواجس
وأفكار تطرأ على الإنسان، فإن كانت خيرًا فهي ملائكة، وإن كانت شرًّا فهي شياطين.
وما جاء في القرآن من ذكر الملائكة والشياطين يفسرون بمصطلحهم الباطل، وهذه مصيبة
أصيب بها بنو آدم من هؤلاء.
قوله: «لَيْسَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ
عِنْدَهُمْ مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ». بل الملائكة عباد، قال
جل وعلا: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ
ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ
بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧﴾ [الأنبياء: 26، 27]،
وقال سبحانه: ﴿يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ
وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ﴾ [الأنبياء: 20]، فهم عباد لله عز وجل، يعبدون الله،
ويمتثلون أوامره في الكون، كل موكل بعمل يعمله بإذن الله سبحانه وتعالى.
قوله: «وَلاَ رَبُّ كُلِّ مَا تَحْتَ
فَلَكِ الْقَمَرِ». لا رب إلا الله سبحانه وتعالى، وكل المخلوقات الله ربها
وخالقها؛ الملائكة، والشياطين، وغير ذلك، فالله خالق وما سواه مخلوق.
قوله: «وَلاَ مَنْ هُوَ قَدِيمٌ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ». هذا العالم العلوي والسفلي ليس أوليًّا، بل هو مخلوق محدث، خلاف قول
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2996).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد