وَقَالَ: «إنَّ أَهْوَنَ
أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ
نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» ([1]).
**********
الشرح
قوله: «وَلِهَذَا نُهِيَ» نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه أبي طالب الذي أحسن إليه، وآواه، وحماه، ونصره، ووقف معه، لكن لما لم يؤمن، وأبى أن يدخل في الدين، فإن الله نهاه أن يستغفر له؛ لأنه مشرك، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل الموت بأبي طالب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وفيًّا معه؛ لأنه أحسن إليه، ودافع عنه، أحب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يموت على الإسلام؛ من أجل أن يدعو، ويستغفر له، فأبى الرجل أن يموت على الإسلام؛ من أجل أن يدعو، ويستغفر له، وآثر أن يبقى على دين المشركين؛ حمية وأنفة، لما قال له الرسول: «قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ». قالوا له: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟؛ لأنهم فهموا أن لا إله إلا الله تبطل عبادة الأصنام، فلو قالها أبو طالب، ومات عليها لصار مسلمًا، ويعتبرون هذا عيبًا على آبائه وأجداده، فأخذته الحمية - والعياذ بالله - وقال: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ولفظ أنفاسه عند هذا، فصار من أهل النار، فاهتم النبي صلى الله عليه وسلم من حرصه على عمه، وشفقته عليه مقابل ما قام به من الحماية، والنصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ، مَا لَمْ أَنْهُ عَنْكَ» ([2])، فأنزل الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6562)، ومسلم رقم (213).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد