وقال في أبي طالب خاصة: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ
أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56]، فعند
ذلك امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لأبي طالب، فدل على أنه لا
يُستغفر للمشرك ولا للكافر إذا مات على شركه وكفره، فإنه لا يدعى له، ولا يترحم
عليه، ولا يستغفر له.
قوله: «وَلِهَذَا نُهِيَ عَنْ
الاسْتِغْفَارِ لِعَمِّهِ وَأَبِيهِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ الكُفَّارِ» ثبت في
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ
لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا
فَأُذِنَ لِي» ([1])، فمنعه أن يستغفر
لها؛ لأنه لا يجوز الاستغفار للمشرك ولو كان من الوالدين أو الأقارب، فإذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم مُنع من الاستغفار لعمه، ولأمه، وأبيه، وأقرب الناس
إليه، فهذا دليل على أن الكفار لا يُستغفر لهم، ولا يُترحم عليهم، ولا يُدعى لهم
بعد موتهم.
قوله: «وَنُهِيَ عَنْ الاِسْتِغْفَارِ لِلْمُنَافِقِينَ وَقِيلَ له: ﴿سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ﴾ [المنافقون: 6] ». لأنهم ليسوا مسلمين، النفاق الأكبر كفر يخرج من الملة، فلا يُستغفر للمنافق النفاق الأكبر الاعتقادي، أما المنافق العملي من المسلمين، فهذا يُستغفر له، فإذا وقع في صفة من صفات المنافقين، فهذا نفاق عملي، وهو نفاق أصغر، فيُستغفر له، كما لو كذب في الحديث، أو أخلف الوعد، أو خان الأمانة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (976).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد