×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم في حنين، فقال: يا محمد اعدل فإنك لم تعدل.

فقال صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ»، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِْسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ([1])، وفي رواية: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا» أي: على شكله «قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِْسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِْسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» ([2]).

وفي رواية أخرى: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([3]).

مع كونهم من أكثر الناس صيامًا، وصلاة، وعبادة، وتلاوة للقرآن، لكن الغلو - والعياذ بالله - أفسد عليهم أعمالهم؛ لأنهم كانوا على جهل، ولا يقبلون العلم، فنصحوا وبين لهم، لكن لم يقبلوا، ولا يزالون على هذا النمط، لا يقبلون توجيهًا، ولا يقبلون العلم،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3610)، ومسلم رقم (1064).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3344)، ومسلم رقم (1064).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6930)، ومسلم رقم (1066).