ويظنون أن الناس لا
يفهمون، وأن الفهم خاص بهم هم ومن يقلدونه، وهذا من كيد الشيطان - والعياذ بالله -
سول لهم وأملى لهم، فهم لا يزالون في كل وقت يعتزلون العلماء، ويتخذون من رؤسائهم،
وقرائهم، ومن يدعي العلم مفتيًا ومنظرًا لهم، وينحازون عن المسلمين، ويصبحون ضررًا
على المسلمين، وخطرًا على المسلمين في كل زمان ومكان، كفى الله شرهم، ونبه شباب
المسلمين إلى خطرهم، ووفقهم للابتعاد عن خططهم وبرامجهم؛ لأنهم يتصيدون شباب
المسلمين، ويلقون في آذانهم هذا المذهب الخبيث، وأن الناس ليسوا على شيء، وأن
العلماء مداهنون، وأنهم علماء سلاطين، وأنهم لا يفهمون الأمور، ويلقون في أذهان
الشباب هذه الأمور، فالشاب بحكم أن عنده قوة عقلية، فإنه يقبل هذه الأفكار؛ ولذلك
يحرصون على الشباب بصفة خاصة، ويحرصون - أيضًا - على الجهال من البادية، وغيرهم
بصفة خاصة؛ لأنهم هم الذين يقبلون البذر السيئ؛ لأنهم تربة قابلة لما يُلقى فيها
من خير أو شر، وكذلك الشاب لا يزال تربة قابلة، إذا ألقيت فيه بذورًا طيبة أنتج
نتاجًا طيبًا، وإن ألقيت فيه بذورًا خبيثة أنتجت نتاجًا خبيثًا؛ ولهذا قال صلى
الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ
إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ
يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1]).
فالواجب على شباب المسلمين أن ينتبهوا لهذا الأمر، وأن يعلموا أنهم مقصودون، وأن دعاة الضلال يتخطفونهم، ويغرونهم بأشياء: بالمال، بطلب الأجر، بالجنة، حتى الجنة يظنون أنها ملك لهم، يقول: إن كنت تريد الجنة تعال معنا وأنت في الجنة، وهذا ظاهر من مذهبهم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1358)، ومسلم رقم (2658).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد