والعياذ بالله، فالواجب
الحذر، والتحذير من هؤلاء، وهذا يوجب على الشباب أن يقبلوا على طلب العلم على
العلماء المعروفين بالعلم والرسوخ في الدين، فيأخذوا العلم عنهم، ولا يأخذوه عن كل
من هب ودب، وتحمس، وأظهر الغيرة للإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا
يقبل منه هذا وهو غير معروف من أين جاء، وأين تعلم، وعلى من تتلمذ.
لا بد من هذه الأمور خصوصًا في هذا الزمان؛ لأنه التبس الحق بالباطل الآن،
ودعاة الضلال صار لهم إمكانات لم تكن موجودة من قبل، وتصل إلى الشباب بسرعة من
وسائل خاصة بهم، فالخطر شديد الآن على شباب المسلمين، فعليهم جميعًا أن ينتبهوا
لهذا الأمر؛ لئلا يقعوا فريسة لهؤلاء دعاة الضلال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهم ينكرون الشفاعة، هذا من مذهبهم الباطل بناءً على أن مرتكب الكبيرة
كافر، والكافر لا تنفع فيه الشفاعة، ويقولون: إن من دخل النار لا يخرج منها، من
قال: إن من دخل النار لا يخرج منها؟ بل يخرج منها بشفاعة الشافعين، وبكرم الله
وعفوه سبحانه، ما دام أنه عنده أصل التوحيد، وأنه ليس بكافر، فهو وإن عُذب في
النار فلا يخلد فيها، ولكنهم استدلوا بآيات سيذكرها المصنف رحمه الله ثم يرد
عليها.
قوله: «وَسَائِرِ أَئِمَّةِ
المُسْلِمِينَ الأَْرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ» أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد،
هؤلاء الأئمة الأربعة، وسائر أئمة المسلمين من غير الأربعة، كالأوزاعي، وسفيان
الثوري، وسفيان بن عيينة، وأئمة كثيرون، لكن الذين اشتهروا وبقيت مذاهبهم الفقهية
هم هؤلاء الأربعة.
الصفحة 4 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد