ثَلاَثًا،
وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَاك تَقُولُ شَيْئًا فِي الصَّلاَةِ لَمْ
نَسْمَعْك تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَرَأَيْنَاك بَسَطْت يَدَك. قَالَ: «إنَّ
عَدُوَّ اللَّهِ إبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابِ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي
فَقُلْت: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْك ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْت: أَلْعَنُك
بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ فَاسْتَأْخَرَ. ثُمَّ أَرَدْت أَنْ آخُذَهُ
وَلَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوَثَّقًا يَلْعَبُ بِهِ
وِلْدَانُ الْمَدِينَةِ» ([1]).
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ
ذَكَرْت قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السلام ». لأن التمكن من الشياطين إنما
أُعطيه سليمان عليه السلام استجابة لدعوته ﴿رَبِّ ٱغۡفِرۡ
لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ﴾ [ص: 35] فذَكَر
النبي صلى الله عليه وسلم دعوة سليمان عليه السلام فترك هذا الشيطان.
قوله: «وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي... حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ».
الحديث رواه الضياء المقدسي في كتابه «الأحاديث
المختارة مما ليس في الصحيحين»، وهو كتاب جيد، وطُبع الآن في مجلدات، يقول
الشيخ: إنه أحسن من «صحيح الحاكم أبي عبد
الله»، وهو «المستدرك على الصحيحين».
قوله: «وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي صَلاَةَ الصُّبْحِ... وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ». الحاصل من هذا: أن الشياطين كانت تحاول أن تؤثر على الأنبياء، فكيف بغيرهم؟ فعلى المسلم أنه يتحصن منهم بذكر الله عز وجل، وتلاوة الأوراد الشرعية.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (542).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد