وَنَهَى عَنْ الأَْنْوَاعِ
الثَّلاَثَةِ الَّتِي تُفْسِدُ أُمُورَ أَصْحَابِهَا. وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ
يَأْمُرُ بِخِلاَفِ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّسُولُ.
قَالَ
تَعَالَى: ﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ
يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ
٦٠وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ٦١وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا
كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ ٦٢﴾ [يس: 60- 62]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ عِبَادِي
لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42].
**********
الشرح
قوله: «وَنَهَى عَنْ الأَْنْوَاعِ
الثَّلاَثَةِ الَّتِي تُفْسِدُ أُمُورَ أَصْحَابِهَا». وهي النظر إلى ما في
أيدي الناس، ففيه أذية للناس، وأذية وإذلال للنفس، وفيه أشد من ذلك وهو تعلق القلب
بغير الله عز وجل.
قوله: «وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْمُرُ
بِخِلاَفِ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّسُولُ». دائمًا وأبدًا الشيطان يأمر بخلاف
ما يأمر به الله ورسوله، فيأمر بالشرك والكفر، والبدع، وقطيعة الأرحام، ويأمر بكل
رذيلة، قال تعالى: ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ
يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم
مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 268]،
والله لا يأمر بالفحشاء: ﴿قُلۡ
أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 29].
والفحشاء المذكورة في الآية هي كشف العورات، فقد كانوا يكشفون عوراتهم في
الطواف، ويقولون: إن الله أمرنا بهذا، قال تعالى: ﴿وَإِذَا
فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ
أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ﴾ [الأعراف: 28]،
فكشف العورات، والسفور بالنسبة للنساء، هذا من أمر الشيطان، وهو فحشاء والعياذ
بالله، وهذا ليس خاصًّا بالذين يطوفون بالبيت عراة، بل هذا عام لكل من يأمر
بالسفور، والعري، والإباحية، والحرية البهيمية، كله يدخل في أمر الشيطان لعنه
الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد