ثم بيَّن جل وعلا سبب نهيه لهم عن عبادة الشيطان، فقال: ﴿إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ
مُّبِينٞ﴾، فكيف يعبد الإنسان من هو عدوه ويريد له الهلاك والنار،
ويترك عبادة ربه سبحانه وتعالى الذي يريد له الخير والنجاة؟ هذا من العجائب وليست
عداوته سهلة، إنما هو ﴿عَدُوّٞ مُّبِينٞ﴾ [يس: 60]، أي: واضح
العداوة، ﴿وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ﴾ [يس: 61]، أي:
وعهدت إليكم أن اعبدوني؛ كما قال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ
تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21] لعلكم تتقون النار وغضب الله بعبادة الله
عز وجل وحده لا شريك له، هذا الذي يقي من المكروه.
قال تعالى: ﴿هَٰذَا صِرَٰطٞ
مُّسۡتَقِيمٞ﴾ [ال عمران: 51]، عبادة الله صراط مستقيم معتدل يوصل إلى
الجنة، وأما عبادة الشيطان فهي سبيل إلى النار وغضب الجبار.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي
لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42] لمَّا
تعهد الشيطان بعد لعنته وطرده أن يضل بني آدم، وينتقم منهم؛ لأنه ما أصابه هذا إلا
بسبب أبيهم آدم عليه السلام؛ حيث حسده الشيطان، وتكبر عليه، وحقَّت عليه اللعنة،
حينئذٍ طلب من ربه أن يبقيه حيًّا إلى يوم يبعثون، ولكن الله أجابه بأنه سيبقيه
إلى يوم الوقت المعلوم الذي حدده الله سبحانه وتعالى.
وقد طلب الخبيث هذه المدة من أجل أن ينتقم من بني آدم، فقال الله جل وعلا
له: ﴿قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن
تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا ٦٣وَٱسۡتَفۡزِزۡ
مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ
فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
إِلَّا غُرُورًا ٦٤﴾ [الإسراء: 63، 64]، ثم قال: ﴿إِنَّ
عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا﴾ [الإسراء: 65]،
والشيطان يقول:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد